في مثل هذا اليوم
قالوا إنك أغمضت عينيك
وفتحت ذراعيك للفراق
وحلقت نحو الغياب ورحلت
رحلت ذلك الرحيل الذي
تغلق خلفه كل أبواب العودة
في مثل هذا اليوم
نامت أحلامي كالأطفال الأبرياء
وإستيقظ الواقع كالوحوش المفترسة
وتفجرت براكين الحزن في دمي
وتزلزل كل شيء في داخلي
في مثل هذا اليوم
قالو بصوت البكاء أنك رحلت
فظننت أ موتك إشاعة مؤلمة
وأن رحيلك سحابة صيف ستمر بسلام
وأن غيابك سبددها حضرك الجميل
وأن دخان الحزن الذي حاصرني دعابة ثقيلة
في مثل هذ اليوم
ولد جرحي الأول
وولد إحساسي العظيم بالذهول
وقطعت أول تذكرة لمدينة الحزن
في مثل هذا اليوم
إلتحقت بمدرسة الالم
وجلست في صفوف العذاب الأولى
وتعلمت البكاء بحرقة
والإنكسار بالإنكسار
وتهجيت أول حروف الحزن
وكتبت أول كلمات الحنين
وتعلمت أول درس دروس الفراق
في مثل هذا اليوم
سمعت صوت الحزن يناديني بقوة
والألم يفتح ذراعيه بإشتاق
وطفولتي تلوح لي مودعة
والثلج الأبيض يغزو ظفائري
ووجهي في المرآة يتغير
ولم تعد ملامحي هيا ملامحي
ولا الأشياء حولى هيا الأشياء
غادرت الحياة
والحياةغادرتني